لايف ستايل، تقرير

عائلة تجد نفسها في الشارع بعد تعلّم الأب كيفية استخدام موقع علي بابا

مايكل أبو العاص - مراسل الحدود لشؤون الأبناء الذين عرف آباؤهم بالشراء الإلكتروني للأسف

Loading...
صورة عائلة تجد نفسها في الشارع بعد تعلّم الأب كيفية استخدام موقع علي بابا

وجدت عائلة قهرمان نفسها ملقاة في الشارع بعدما حجز البنك على منزلها وأثاثها وملابس أفرادها لبيعها في المزاد، دون شفقة ولا رحمة ولا اعتبار لظروفهم الخاصة كونهم يعيشون مع السيّد الوالد المتقاعد الذي حصل من البنك ذاته على بطاقة ائتمانية وتعرّف على موقع علي بابا. فما الذي حصل مع هذه العائلة المسكينة وكيف وصلت الأمور إلى هنا؟ هذا ما سيكشفه لكم تقريري الذي أعددته بدمع عيني، لا حول ولا قوة إلا بالله.

في العام ٢٠٢١ تقاعد السيد أبو طلال قهرمان من عمله ليبدأ على الفور عمله الخاص بأفراد العائلة، اشتغل فيهم وعليهم بعدما أفنى زهرة شبابه لأجلهم. طلال، الغلطة الأولى للسيد أبو طلال، ابنه الأكبر الذي يرى نفسه المتسبب الرئيسي في هذه المأساة متحدثاً للحدود:

شلّت يدي على هكذا فعلة؛ ما حدث أن والدي -منذ آخر ساعة عمل له قبل الإحالة على التقاعد- دخل مباشرةً في مرحلة الملل والتذمّر والتدخل في كل كبيرة وصغيرة -كأي أبّ لا يكون أب ما لم يقم بهذه الأمور- ولكن لأنني ولد  عاق قليل التربية، تناسيت أنه وبالوالدين إحساناً، فلم أتحمل طلباته المتكررة باصطحابه للسوق بمعدل ٧ مرات يومياً؛ واشتريت له هاتفاً جديداً وحمّلت له تطبيق تسوّق محلّي وعلمته على استخدامه، ومن هنا بدأت رحلتي مع التشرّد.

تروي أم طلال بحسرة كيف بدأ زوجها إدمان التسوق لدرجة أنه أجبر جميع أفراد العائلة على إضافة بطاقاتهم الائتمانية على هاتفه:

لا أنكر أنني في البداية كنت سعيدة أن خطة طلال آتت أُكلها، وأن أبو طلال انشغل عنا بهذا التطبيق، اعتقدت أنها مجرد سوسة كورق اللعب، يقضي فيها وقتاً ويحلّ عن سمانا، لكن مع الوقت أصبح منزلنا مزاراً لمندوبي التوصيل على مدار ٢٤ ساعة، وبعد إنفاقه مرتبه كاملاً على الدفع النقدي وتجاوز الحد الأعلى لبطاقة طلال الائتمانية، أجبر فاتن وسليم وحمودة على إضافة بطاقاتهم، وبعد أن استنفدها أصدر بطاقة خاصة فيه مربوطة براتبه التقاعدي ليأخذ راحته بالشراء دون سماع تعليقات أبنائه عن جدوى شراء سلع مثل المئة علبة تونا التي تنتهي صلاحياتها الأسبوع المقبل.

يقول طلال إن الضربة القاضية كانت عندما ظهر لوالده إعلان لتطبيق علي بابا "كنا نحاول قدر الإمكان تسديد مشترياته قبل تراكم الفوائد عليها، ولكنّ تحميله لتطبيق علي بابا تسبب بأزمة ديون وصلت لحد عدم قدرتنا على سداد قرض المنزل الذي نعيش فيه. لم يكن يسمعنا واعتبر شكوانا من سلوكه في الإنفاق قلة أدب وتربية ومحاسبة له على بضعة دولارات لا تقارن بالآلاف التي صرفها علينا لتعليمنا وإطعامنا وتربيتنا وكسوتنا وشراء ألعاب وحلوى العيد واصطحابنا إلى الملاهي، وهددنا بإلقائنا إلى الشارع كالكلاب إن لم نكفّ عن التعامل بماديّة معه، وها هي النتيجة كما ترى، نحن وأبي في الشارع، وها هو يسخن إبريق الشاي على الحطب ويطلب شيء ما من علي بابا".

من جانبه، أكد أبو طلال أنّ ما روّجته عائلته لوسائل الإعلام مضخّم ولا يعكس الواقع "مشترياتي كانت مختارة بعناية ومحصورة بالعروض، هل كان عليّ التصرّف كالأبله وتفويت فرصة  شراء٥٠٠ حذاء بيكاتشو يصدر أصواتا عند المشي عليه مقابل ١٠٠٠ دولار بدلاً من ألفين، أو تجاهل عرض ١٠٠ هاتف آيفون صيني بسعر هاتف آيفون واحد؟ ولا داعي للقول إنني حصّلت صفقة معتبرة بشراء ألف مبرد أظافر بنصف السعر، كما أن مشترياتي لم تقتصر على موقع علي زفت هذا كما يُشاع، بل واكبت العلم وكنت أشتري تطبيقات ذكاء اصطناعي لا يعلم أولادي الجاحدون المغفلون عن وجودها أساساً، كتطبيق يجعلني أبدو وكأنني أشرب الماء من شاشة الهاتف، والذي حصلت عليه ب ٧ دولارات فقط، وهو ذات المبلغ الذي ينفقه طلال البغل على تدخين النرجيلة واضعاً قدم على الأخرى دون أن يفيد المجتمع العلمي بشيء".

أبو طلال اعتبر أن الدنيا مغامرة فيها ربح وخسارة، وأنها فانية بكل الأحوال سواء بات في منزل أو في الشارع "حياة بلا مغامرة كهاتف ليس عليه تطبيقات تسوق. ما فعلته كان تحدياً يجدّد روح الشباب في آخر العمر ولست نادماً عليه. بالمناسبة، حتى في هذه الظروف التي نمرّ فيها استفدت من علي بابا؛ حيث عثرت على عرض ممتاز لشراء طن من الكرتون المقوّى، وإن شاء الله حينما تصل الطلبية سيكون بإمكاننا إضافة بعض التدعيمات لخيمتنا بسعر معقول جداً".

شعورك تجاه المقال؟